samedi 12 mars 2011

انا وراديو اليابان الدولي لسليم السراي – ج 2

انا وراديو اليابان الدولي – ج 2                 بقلم : سليم السراي
- السيد سليم السراي
- نعم تفضلوا
- أنا ماريكو إين مديرة الخدمة العربية في راديو اليابان الدولي
- أهلا وسهلا
- نحن نهنئك بالفوز معنا بالجائزة الخاصة من راديو اليابان الدولي وهي دعوة لزيارة اليابان مدفوعة التكاليف .
هكذا كانت كلمات مديرة القسم العربي وهي تبث لي بشرى حصولي على الجائزة الخاصة من بين 12 مليون مستمع ومستمعه لأثير راديو اليابان الدولي في مختلف دول العالم , ومشاركة مع كل من المستمعة  من اندنوسيا والمستمع من تنزانيا .
 
وكم كانت الفرحة الكبيرة التي غمرتني , وهي أمنية ليست بسهلة المنال أو تحقيقها , ولعل في تلك الساعة التي تلقيت فيها البشارة السعيدة , قد انفجرت في خيالي آلاف من الأحلام والأمنيات , وأنا أقول سوف أرى صورة بلدي التي حلمت بها وتعشقت لها كما أحب أن تكون , بَيدَ إني استبقت إلى تحقيق ذلك قبل مئة عام وعام وربما يتجاوز الزمن أكثر من ذلك , حيث لاحت لي من بعد نجمة تتلألأ وهي تحمل مظاهر الحياة , بعد سبات دام ما يربو قرن من الزمان .
   نعم : إني سوف اخرج من بلد قد سحقته ألف وألف قنبلة من قنابل هورشيما وناكازاكي وحولته إلى أرض منكوبة , طار غبارها  ليملئ الدنيا بما رحبت , تتلاعب فيه الرياح كيفما شاءت بدون أدنى عناء , وتشبع أجزائه الرمادية تفككا , وتخرجها من ديارها بلا حول أو قوة , ومن غير رغبة : فقد شهية القوة والوقوف على أرثه الحضاري ولم يبقى في جسده أي آصرة جذب أو العودة إلى مكانه الحقيقي .
 وقبل أن أتيه في عالم الخيال , قالت لي الأستاذة ماريكو :
- ما هي أمنياتك التي ترغب في تحقيقها أثناء تواجدك على ارض اليابان ؟ .
   أنتفض القلب ؛ وأخذت الحياة تتدفق كالينبوع في شرايينه , بعد سنين من اليأس واللجوء إلى الغفوة والجمود , هروبا من واقع يتمرد كالشيطان .
  راحت الأماني الجميلة تسبح في أمواج متشابهة مرة وأخرى غير منتظمة , كأنها تسونامي الضعفاء , قد فشلت الأرصاد أن تحدد مساره وساعة الصفر التي يعلن فيها ثورته , والى أي مدى يبلغه ؟ والى أي مستقر يمكن له أن تستقر عليه إعصار أمواجه ؟ .
 لم أعد أطيق انتظار انتظام أحرف الكلمات وبدون نقاط  ! :
  أمنيتي اللقاء بذلك الإنسان ؛ الذي أمسى يضرب فيه المثل على كل لسان معاشر الخلق , مخترقا جدار كل اللغات والثقافات  .
- سوف تتحقق .. نحب أن نسمع الأخرى .
 أمنيتي في زيارة إلى احد المدارس الابتدائية ..
 لأني اعمل معلما في احد المدارس الابتدائية , فلا بد من زيارة إلى احد المدارس , والى أي مدى من المقارنة بين المدرسة الابتدائية في العراق واليابان , ابتداءا من التلميذ وأدواته والتعامل معه وانتهاءا بالخدمات المتوفرة للتلميذ .
 ( كان حظك جميلا ) .. إن المدرسة التي تم اختيارها ومفاتحتها بالأمر وافقت بشكل مباشر وبدون تردد أو رفض , هكذا تحدث معي الأصدقاء في اليابان , حيث لم يكن من المتوقع إن الأمور تسير بهذا الشكل السريع ,  وزيادة في الأمر أيضا إن المدرسة قررت تغيير نوعية الطعام الذي يقدم لتلاميذها خلال الأيام التي أتواجد فيها , وذهب الأمر يظم الكثير من المفاجئات والطلبات التي وصلتني , ولم أكن أحلم في ذلك أو كان لدي قراءة أنتظر ردود أفعالها وأحداثها .
- حسنا .. نسمع المزيد .
 أمنيتي .............. ..... !
 ( إن هذا الأمر كان مفاجئة لنا ) هكذا كان رد مديرة الخدمة العربية والأستاذ عادل الدسوقي المذيع في الخدمة العربية والذي كان يساعدها في إعداد هذا الحديث من خلال الهاتف .
  لا اعلم لماذا كان الأمر يحسب على ميزان المفاجئة ! فهل إن العالم رحلت منه المعاني الإنسانية السامية والوفاء , أم لأني من العراق ؛ وباتت الإنسانية فيه معدومة ! وأمست خبرا ميتا تقديره مجهول الهوية ؟ , المرافقة لأخبار العمليات الانتحارية واستهداف المدنيين , لم تضع نهاية لأعمالها البربرية , في صورة مثخنة بالدماء , التي يجب وضع نقطة نهاية لمسيرتها .
   لا أستعجل بالأمر , فاني غير مرخص بالكشف عن ذلك حاضرا , دون اخذ الإذن بالحديث عنه بشيء من التفصيل الواضح , وسوف أسعى إلى ذلك للحصول على موافقة من أهل الأمر الذين يعانون من المرارة والألم التي تعصف بالقلب منذ سنوات وكما نقلت لي مديرة الخدمة العربية في احد رسائلها , وإني أتمنى أن تكون هناك نهاية لهذا الشعور بالظلم واللا مبالاة من قبل المجتمع , ولسوف اجتهد من اجل ذلك بعيدا عن عدسات الكاميرات والصحافة وكل أشكال الإعلام , نزولا عند رغبة صاحب الشأن .
- شيء جميل .. أن نسمع منك الكثير .
هذه هي رسالتي التي أشتهيت لها أن تبقى حية على الأرض اليابانية لشعب الأصدقاء .
- نحن نحب أن نسمع منك أي المناطق اليابانية تحب زيارتها ؟ .
نعم : لتكن هذه رسالتكم التي حتما سوف احملها معي , وهنا انتهى الحديث باستحسان الرأي , والنزول إلى هذه الرغبة .
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire